موضوع "التغير الاجتماعي والتغير البنائي".
من كتاب "البنية القبلية في اليمن" للدكتور
فضل أبو غانم - "هام"..
التغير الاجتماعي:
هو تحوُّل يحدث في النظم والأنساق الاجتماعية، سواء في
البناء أو الوظيفة، خلال فترة زمنية معينة، وأي تغير يحدث لابد وأن يؤدي إلى
تغيرات فرعية، لأن النظم في المجتمع مترابطة ومتداخلة بنائياً ووظيفياً.
والتغير بشكل عام يشمل البيئة الطبيعية والبيئة
الاجتماعية، والبيئة الطبيعية هي البناء الخارجي للمجتمع، أما البيئة الاجتماعية
فهي البناء الداخلي للمجتمع.
وتشمل البيئة الاجتماعية مظاهر التراث الاجتماعي من
أعراف وتقاليد، ومظاهر التراث الحضاري الروحي من فلسفات ومعتقدات وفنون، ومظاهر
التراث الحضاري المادي من ابتكارات الإنسان وأدواته وآلياته.
ويعرف التغير الاجتماعي أيضاً بأنه: صفة أساسية من صفات
المجتمع، وهذا التغير ليس بإرادة معينة، بل هو نتيجة لتيارات اجتماعية وعوامل
ثقافية وسياسية واقتصادية يؤثر بعضها على بعض.
التغير البنائي:
نوع من التغير يؤدي إلى ظهور تنظيمات وأدوار اجتماعية
جديدة، تختلف نوعياً عن تلك التنظيمات والأدوار القائمة في المجتمع، وحين يحدث هذا
التغير فإنه يحدث تحول كبير في الظواهر والنظم والعلاقات الاجتماعية.
وعرّف موريس جينزبرج التغير البنائي بأنه: التغير الذي
يحدث في بناء المجتمع أو في حجمه وتركيب أجزائه، وحين يحدث يبدأ أفراد المجتمع
بممارسة أدوار اجتماعية مختلفة عن التي كانوا يقومون بها قبل التغير.
*والتغيرات البنائية هي:
أ- التغير في القيم الاجتماعية: قبل التغير في علاقات
الإنتاج، والتي تؤثر في مضمون الأدوار الاجتماعية.
ب- التغير في النظام: يعني التغير في الأبنية المحدودة،
كالتغير في نظام تعدد الزوجات إلى نظام أحادية الزوج أو الزوجة.
ج- التغير في مراكز الأشخاص: يحدث بواسطة بعض الأشخاص
الذين يشغلون مراكز اجتماعية معينة، لأنهم مؤثرون في المجتمع بحكم مراكزهم.
*أنواع التغير الاجتماعي:
1- تغير طبيعي تلقائي مستمر: مثل نمو الوحدة الاجتماعية
من الأسرة إلى العشيرة فالقبيلة فالقرية فالمدينة فالدولة.
2- تغير تقدمي ارتقائي: مثل التقدم المستمر في ميدان
العلوم والمخترعات والابتكارات وغيرها.
3- تغير انتكاسي رجعي: ويكون بسبب الانقلابات أو
الثورات الرجعية أو الحروب والأزمات.
4- تغير ثوري جذري: بفعل ثورة شاملة تطيح بالنظم
القائمة وترسي نظماً وقيماً جديدة.
5- تغير محدود النطاق: لا يشمل إلا بعض المجالات محدودة
الأثر.
*عوامل التغير الاجتماعي:
أولاً: الثورات والحروب التي تتعرض لها المجتمعات
باعتبارها من العوامل القوية في إحداث حالات التغير.
ثانياً: التغيرات التكنولوجية كالاختراعات والاكتشافات
العلمية الحديثة.
ثالثاً: الانتشار الثقافي والاتصال الحضاري.
رابعاً: العامل البيئي.. وهو ما يطرأ على البيئة
الطبيعية من تغير ومدى انعكاسه على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وظواهر
المجتمع.
خامساً: العوامل الفلسفية.. فكل اتجاه فلسفي جديد له
غايات يسعى لتحقيقها، وبالتالي تتغير أساليب الفكر وأنماط العلاقات والسلوك.
سادساً: العامل السكاني.. أي تغير في الكثافة السكانية
ينعكس على نشاطات المجتمع، ويؤدي إلى تغير في القوى الاجتماعية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق