الخميس، 27 أغسطس 2015

البناء الاجتماعي

(مفهوم البناء الاجتماعي):
أجمع علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية على أن مفهوم البناء الاجتماعي يعبر عن المفاهيم الاجتماعية التي يصعب تحديدها وتعريفها، نظراً لسعتها وشموليتها، غير أننا نستطيع تعريفه في التالي:
-البناء الاجتماعي: هو شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية التي تربط بين الأفراد، وتتضمن أنساقاً ونظماً تؤدي وظيفتها، ومن ثم تتشابك هذه الوظائف مع بعضها، واهتم علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا بدراسة البناء الاجتماعي بوصفه أداة تحليلية لفهم المجتمع.
-ويشير مفهوم البناء إلى الوحدات المكوِّنة لهذا البناء، وإلى العلاقات التي تربط بين هذه الوحدات، لتشكل كلاً متماسكاً.
-وشبَّه هربرت سبنسر المجتمع بالكائن العضوي، وأكد على ضرورة التناسق الوظيفي والاعتماد المتبادل بين النظم.
-ويقول ناديل إن بإمكاننا التعرف على بناء المجتمع من خلال الكشف عن العلاقات السائدة، ومن خلال قدرته على أداء الأدوار المختلفة.
-ولا يمكن تحقيق التكامل بين الأشخاص إلا من خلال المراكز التي يشغلونها، وهناك فرق بين مفهوم التنظيم الاجتماعي والبناء الاجتماعي:
1- التنظيم الاجتماعي هو الاختيارات والقرارات المتضمنة في العلاقات الجوهرية داخل البناء الاجتماعي.
2- والبناء الاجتماعي هو العلاقات الجوهرية التي تعطي المجتمع صورته الأساسية وتحدد مجريات الفعل الاجتماعي.
-والبناء الاجتماعي في رأي العلماء هو العلاقات التي تربط بين الجماعات الأساسية في مجتمع ما مثل الأسرة.
-وقيل أيضاً إنه: النظم الاجتماعية التي عن طريقها تصل مجموعة من السكان إلى درجة من التكامل والترابط.
-ويعبر مفهوم البناء عن العلاقة المتبادلة والأدوار، وأدرك بعض الأنثروبولوجيين أن نظم المجتمع مركبة في هذه الأدوار، وعليه فإن البناء مجموعة أفراد يتفاعلون في الأدوار، فالعلاقات التي تربط بين الأفراد تحدد أوضاعهم ومراكزهم الاجتماعية.
والمركز هو الوضع أو المكانة التي يحتلها الفرد في النسق، وفي المجتمع ككل، ويرتبط المركز بالدور رغم اختلاف مدلول المركز عن مدلول الدور، والدور هو بعض التوقعات للفرد الشاغل مكانة أو مركزاً أو وضعاً اجتماعياً معيناً.

(خصائص البناء الاجتماعي):
1-كينونة البناء.         2-استمرارية البناء.     3-السمة التنظيمية للبناء الاجتماعي.              4-اختلاف الأبنية الاجتماعية في الجماعات والمجتمعات البشرية.

1-كينونة البناء:
-إن البناء الاجتماعي كيان واقعي واضح وملموس، وإذا لم يكن البناء الاجتماعي بناء فيزيقاً، فإن وجوده واضح وضوح الظواهر الفيزيقية، فنحن نستطيع تصور ذلك الكيان حين ننطق كلمات "أسرة- جماعة- مجتمع محلي"، ونحن بذلك لا نقصد الوجود الفيزيقي أو المجموع العددي للأفراد، بل نقصد كياناً واضحاً تعمل على إيجاده العلاقة التكاملية للأفراد.
2-استمرارية البناء:
-إن البناء الاجتماعي يتميز بدرجة معينة من الاستمرار عبر الزمن، الأمر الذي يشير إلى استمرار جماعة اجتماعية وإنسانية لها كيان مستقل، بصرف النظر عن التغيرات التي تحدث لهذا البناء الاجتماعي.
3-السمة التنظيمية للبناء:
-إن هناك علاقات اجتماعية وأخرى سياسية واقتصادية.. ولهذا فإن دراسة البناء الاجتماعي تتم من خلال دراسة ما يسمى بالأنساق.
-ويدرس الأنثروبولوجيون العلاقات الاجتماعية من خلال تقييمها إلى نوعيات من العلاقات "علاقات نوعية"، ويطلق على مجموعة العلاقات النوعية بالنسق.
-فالنسق هو ذلك الجزء من البناء الاجتماعي الذي يحوي علاقات نوعية تهدف بانتظام محدد إلى قواعد تحكم هذه العلاقات الاجتماعية.
4-اختلاف الأبنية الاجتماعية في الجماعات والمجتمعات البشرية:
-تختلف البناءات الاجتماعية للجماعات البشرية- هذه الجماعات التي تتخذها الأنثروبولوجيا موضوعاً لدراستها، فهناك اختلاف بين بناء اجتماعي لقبيلة تعيش صحراء، وبين بناء اجتماعي لقرية ريفية، ويختلف البناء الاجتماعي في منطقة متخلفة في مدينة كبرى، عن البناء الاجتماعي لغيرها من الجماعات الهامشية.

(المبادئ الأساسية والعامة لدراسة البناء الاجتماعية):
1-ضرورة تصور البناء.         2-ضرورة أن يأخذ الأنثروبولوجي في اعتباره فكرتي المكانة والدور.   3-ضرورة تحديد الأشكال البنائية في العلاقات.     4-ضرورة إدراك الترابط بين العلاقات.

المبدأ الأول: ضرورة تصور البناء:
-تتدرج العلاقات من العلاقات الثنائية إلى العلاقات بين المجتمعات.
-أي أنها تبدأ بالعلاقات الثنائية "علاقة الأب بالابن، والأخ بالأخت، والزوج بالزوجة"، ثم توجد علاقات بين مجموعات أكبر بين الأفراد وبين الجماعات المختلفة، كالعلاقة بين القبائل والعلاقات القرابية.
المبدأ الثاني: ضرورة أن يأخذ الأنثروبولوجي في اعتباره فكرتي المكانة والدور:
-لأن دراسة العلاقات الاجتماعية تتطلب دراية لاختلاف الأفراد والفئات، ويكون هذا الاختلاف تبعاً للمكانات والأدوار التي يقوم بها الأفراد.
المبدأ الثالث: ضرورة تحديد الأشكال البنائية في العلاقات:
-من خلال عمليات التعميم والتجريد للصور التي تتجسد فيها العلاقات البنائية.
المبدأ الرابع: ضرورة إدراك الترابط بين العلاقات:
-لأننا ندرس العلاقات في وجود رابط يربط بينها، على أنها جزء من شبكة كبيرة من العلاقات الاجتماعية.


(الأنساق الاجتماعية للبناء الاجتماعي):
1-النسق الأيكولوجي. 2-النسق القرابي.        3-النسق السياسي.      4-النسق الاقتصادي.    5-نسق الضبط الاجتماعي والقانوني.
أولاً: النسق الأيكولوجي:
-يقصد بالأيكولوجيا: دراسة العلاقات بين الكائنات البشرية والبيئة التي تعيش فيها كل مجموعة من البشر.
-وتؤثر البيئة في المجتمع والثقافة، ويتطلب تحليل النظم الاجتماعية في المجتمعات المحلية دراسة الظروف البيئية والعوامل الجغرافية.
-ولا يكفي أن يوضح الأنثروبولوجي أن عدم هطول المطر في منطقة معينة يؤدي إلى عدم وجود زراعة، بل يدرس ظواهر أخرى مرتبطة بعدم سقوط الأمطار، مثل الهجرة وعدم الإقامة.
-ووجد الإنسان أن علاقته مع علم الطبيعة في ضوء إشباع حاجاته تُحدث فَرَضين أو عاملين:
العامل الأول: محاولة التكيف بنسبة التعايش.
العامل الثاني: تجنب الأخطار، والتكيف الاجتماعي، ووجود الثقافة بشقيها المادي واللامادي.

ثانياً: النسق القرابي:
-النسق القرابي هو من أهم الأنساق التي يتكون منها البناء الاجتماعي، ويتضمن العلاقات القرابية والقواعد التي تعمل على تنظيمها في شكل بنائي.
-وتؤثر القرابة على مختلف الأنشطة في المجتمعات الحديثة، مثل المدن الصناعية، ونحن نعني بالقرابة على أنها "ظاهرة اجتماعية ومفهوم اجتماعي".
وموضوعات الدراسة في النسق القرابي:
أ‌-       تحليل تسلسل الأنساق، وخاصة الأنساق التي تسير فيها القرابة في خط واحد.
ب‌-   دراسة الوحدات الأسرية، سواء كانت أسراً نووية أو ممتدة أو أسرَ إقامة مشتركة.
ت‌-   دراسة مصطلحات القرابة، والمفهوم الاجتماعي للقرابة.
ث‌-   دراسة بناء نظام الطائفة، وعمليات ذلك البناء.
ج‌-    دراسة أنساق القرابة في الجماعات السلالية.
ح‌-    دراسة أنماط القرابة في المجتمع الصناعي.

ثالثاً: النسق السياسي:
-إن باحث الأنثروبولوجيا الذي يهتم بدراسة الأنساق السياسية يركز على الموضوعات التالية:
1) تصنيف الأنساق السياسية البسيطة والتقليدية، لأن الأنساق السياسية تختلف من مجتمع إلى آخر.
2) التعرف على العلاقات الوظيفية بين الدور والنظم السياسية، وبين غيرها من الأدوار والنظم في المجتمع.
3) دراسة مكونات النسق السياسي، الجماعة والزعامة والقيادة وشكل الحكومة وعلاقة النسق السياسي بالضبط الاجتماعي.
4) دراسة الصراع بين الأشخاص، والصراع بين القواعد.
5) دراسة العلاقات بين المجتمعات المحلية وبين الدائرات المركزية.

رابعاً: النسق الاقتصادي:
-وتتمثل موضوعات الدراسة بالنسبة للنسق الاقتصادي في الآتي:
أ- مقارنة الأنساق الاقتصادية الصغرى، ابتداء بتلك المجتمعات البدائية ذات التكنولوجيا البدائية، إلى تلك المجتمعات الزراعية التي تأثرت بالتصنيع.
ب- دراسة مكونات النسق الاقتصادي، مثل ملكية الأرض، وطرق تنظيم الإنتاج، وحركة الأيدي العاملة، وتقسيم العمل، والحراك المهني، ونظم وأشكال النقود..
ج- دراسة عملية النمو الاقتصادي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويجب أن يلم الأنثروبولوجي بالنظرية الاقتصادية ليفسر الظاهرة التي يدرسها بكفاءة.

خامساً: نسق الضبط الاجتماعي:
-إن موضوعات دراسة نسق الضبط الاجتماعي والأنساق القانونية تتمثل في الآتي:
1- دراسة إجراءات فرض الالتزام ورد المظالم وإنصاف المظلومين.
2- دراسة بناء المحاكم التقليدية.
3- دراسة نشأة وتطور أساليب الضبط والقانون.
4- دراسة علاقة الأفكار القانونية بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
5- دراسة التغيرات التي تطرأ على القانون.
6- دراسة تغير المحاكم التقليدية إلى المحاكم التابعة للحكومة المركزية.


(النسق):
-يتكون النسق من مكانات وأدوار وتجمعات ومجموعة من الأشخاص، تربط بينهم علاقات، وهذه الأنساق التي يتألف منها البناء الاجتماعي ينجز عندها الفرد أهدافه ويجد حلولاً للمشكلات، وتبدأ علاقة النسق بالبنية في ثلاثة أنماط، هي:
1- النسق المغلق: وتركز هذه الطريقة على جماعة العمل، وتعتبر التكنولوجيا كمتغير خارجي.
2- النسق المفتوح جزئياً: كل العوامل الخارجية والعوامل الأخلاقية والثقافية والمعتقدات هي ضوابط تستخدم للتغير.
3- النسق المفتوح: تدخل البيئة في التحليل لربطها بمشاكل النسق ككل.

(ما الفرق بين العلاقات الاجتماعية والعلاقات البنائية؟):
-العلاقات الاجتماعية: هي التي تكون بين الأفراد والجماعات، ونشاهدها بينهم من تنافس وتفاعل.
-والعلاقات البنائية: هي التي تكون بين التركيب والوظيفة، وتكون بين الأنساق والأفراد والجماعات، من خلال الروابط والمواقع والحقوق والواجبات.


هناك 15 تعليقًا:

  1. ممكن كتاب يتحدث عن البناء الإجتماعي ؟!

    ردحذف
    الردود
    1. كتاب البناء الاجتماعي .. دكتور احمد ابو زيد

      حذف
  2. شكرا على المعلومات

    ردحذف
  3. ممكن امثله على النسق القرابى والاقتصادى

    ردحذف
  4. المرااااااججع يجمااااعة فين

    ردحذف
  5. عايزه مراجع مكونات البناء الاجتماعي

    ردحذف
  6. مقالة حلوة بس فين المراجع

    ردحذف
  7. هكذا تسمى سرقة علمية يعاقب عليها القانون ... المراجع

    ردحذف